الملف الإعلامي

في بداياته الأدبية المبكرة، خلال فترة المدرسة الثانوية وبعدها، فاز احجيوج بالعديد من الجوائز الشعرية: المركز الأول عن قصيدته "انتحار المتنبي في رماد الحلاج" عام 2002، والمركز الثالث عن قصيدة "أغاني محمد الدرة" عام 2003، وجائزة القصيدة الأولى، على المستوى العربي، عن قصيدة "انكسارات الحلاج" عام 2004.

في عام 2006، نشر، ذاتيا، مجموعته القصصية الثانية "انتحار مرجأ" بعد مجموعته الأولى "أشياء تحدث" عام 2004. خلال هذه الفترة، كان يشتغل مدرسا بدوام جزئي في معهد للكمبيوتر، وفي الفترة نفسها شارك في تأسيس "مجلة طنجة الأدبية" التي، رغم عمرها القصير، شكلت تجربة مهمة في مسيرته المهنية/الأدبية.

بين عامي 2003 و2011، انخرط احجيوج بعمق في النشر الرقمي والمبادرات الثقافية عبر الإنترنت. أسس العديد من المشاريع الريادية بما في ذلك جريدة "طنجة نت" (2003)، ومجلة "مدارات" الإلكترونية (2004-2006)، و"التدوين بلا حدود" (2005-2006)، و"مرصد المدونين" (2006-2008)، و"جائزة أرابيسك للمدونات العربية" (2009-2010). ساهمت هذه المشاريع بشكل كبير في إثراء المحتوى العربي الرقمي وتعزيز الحوار الثقافي عبر الإنترنت.

شكّل عام 2019، بعد غياب عن الساحة الأدبية لأكثر من عشر سنوات، نقطة تحول في مسيرته الأدبية مع نشر روايته الأولى "كافكا في طنجة"، التي تُرجمت إلى عدة لغات، من بينها الإنجليزية (مارس 2023) واليونانية (يناير 2024)، مع ترجمة مقتطفات منها إلى الإيطالية والعبرية والفرنسية، كما حصلت الرواية على مقالات نقدية متنوعة وثلاثة أوراق بحثية أكاديمية بالعربية والإنجليزية، وهو ما عزز مكانة احجيوج كصوت قوي في الأدب العربي الحديث.

أكدّت روايته الثانية "أحجية إدمون عمران المالح" (2020) سمعته كصوت أدبي مميز ومتفرد. يغوص هذا العمل الروائي في تعقيدات الهوية اليهودية المغربية، وتتبع حبكة الرواية قصة إدمون عمران المالح، الناقد اليهودي المغربي العامل في صحيفة لوموند الفرنسية، الممزق بين ولاءات متعددة. وصلت الرواية إلى القائمة القصيرة لجائزة غسان كنفاني للرواية العربية عام 2022، المقدمة من وزارة الثقافة الفلسطينية، وتُرجمت إلى العبرية (القدس، 2023).

تقدم رواية "ليل طنجة" (2022)، التي فازت بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة وهي لا تزال مخطوطة في عام 2019، رؤية تجريبية لطنجة، مستكشفة هويتها المجزأة من خلال شخصيات متنوعة. تمزج الرواية ببراعة بين العناصر التاريخية والسرد التجريبي، وهي تغوص في ثيمات الهوية والاغتراب الفردي، مع معالجتها لموضوع شائك في استخدام إسبانيا للأسلحة الكيماوية المحرمة دوليا في خلال حربها ضد المقاومة المغربية في جبال الريف.

ثم نشر محمد سعيد احجيوج رواية "متاهة الأوهام" (2023)، التي تدور حول كاتب مغمور يتلقى مكالمة غامضة تقوده إلى متاهة من الأحداث المتشابكة. تلتها رواية "كهف الألواح" (2024)، التي تستكشف موضوعات الذاكرة والهوية وطبيعة السرد نفسه، وقدرته على الخلق. ثم جاءت مجموعته القصصية "الرحلة إلى جبل قاف" (2024) لتقدم تسعة نصوص مبتكرة تمزج بين التراث والحداثة، مستكشفة هموم الإنسان المعاصر في عالم متشظٍ. هذه المجموعة القصصية تتنافس حاليا في القائمة القصيرة لجائزة سرد الذهب (دورة 2025) المقدمة من مركز أبوظبي للغة العربية.

الرواية الجديدة لمحمد سعيد احجيوج هي "يد من رمال"، المقرر صدورها في القاهرة خلال يناير 2026، وهي رواية تغوص في عمق الشخصية اليهودية/الإسرائيلية لتفتح نافذة على الأساطير المؤسسة لدولة إسرائيل.

يتجلى حضور احجيوج في المشهد الثقافي العربي والدولي من خلال مشاركته في العديد من المؤتمرات والمنتديات المهمة. فقد كان ضيفا في مؤتمر فكر 8 في الكويت (2009)، وفكر 9 في بيروت (2010)، ومتحدثا في مؤتمر المدونين العرب في عجمان (2010)، ومؤخرا، ضيف شرف ومتحدثا في مؤتمر الجمعية الأوروبية لدراسة الأدب العربي الحديث في براغ (مايو 2024). كما شارك في ورش عمل وندوات متنوعة، من بينها ورشة الإعلاميين المستقلين التي نظمها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في القاهرة (2007) وندوة الإعلام الإلكتروني في البرلمان المغربي (2010).

من خلال رواياته وقصصه، يواصل احجيوج تحدي تقنيات السرد التقليدية مع الغوص عميقا في مواضيع غير مطروقة في الأدب العربي.