محمد سعيد احجيوج
كاتب وروائي من المغرب. تُوج مخطوط روايته ”ليل طنجة“ بجائزة إسماعيل فهد إسماعيل للرواية القصيرة (2019)، وتأهلت روايته ”أحجية إدمون عمران المالح“ إلى القائمة القصيرة لجائزة غسان كنفاني للرواية العربية (2022)، وترجمت إلى اللغة العبرية، كما تُرجمت روايته الأولى ”كافكا في طنجة“ إلى الإنجليزية واليونانية.
ينبغي التيه ليتحقق الوصول،
وما نبحث عنه بعيدا، هو في الحقيقة، يقطن قربنا.
لكن، ما هي الحقيقة؟ الحياة متاهة، وكذلك هي هذه الروايات، إلا أنها بقدر ما تدخلك في المتاهات، فإنها تريدك أن تصل إلى أماكن لم تدرك وجودها من قبل. لن تخبرك هذه الروايات شيئا عن الحقيقة، غير أنها ستمنحك الأسئلة التي تحتاج، والسؤال هو أكثر من نصف الجواب؛ هذا إذا قبلت بقواعد اللعبة، وانغمست في عالم الأحجيات ومتطلباتها.
متاهة الأوهام
مختارات من شهادات وقراءات النقاد في رواية متاهة الأوهام،
الصادرة عن هاشيت أنطوان/نوفل، في بيروت، أبريل 2023.
بيان إبداعي ونقدي عن الرواية وكتابتها. [دعوة] إلى تغيير النظر العادي والتقليدي، ليس إلى الكتابة الروائية وحدها، بل إلى تغيير مفاهيمنا تجاه الوعي الذي تأسّس فينا.
حسن داوود
يُراقبنا النّص بأعينه الأمامية والخلفية، يصيّرنا في متعة وعياء معًا عند الانتقال من صفحة إلى صفحة، ما يجعل من الرواية مغامرة سردية تحثُّ الشغوف على قراءة أعمال احجيوج السابقة.
عبد الغني صدوق
يطرح الروائي أمام القارئ العربي تحديات كثيرة، وربما تكون أخطرها، أن يقبل خلطة الكاتب وحواراته ومداخلاته، على حساب […] بنية الرواية التقليدية.
أنطوان أبو زيد
متاهة الأوهام – الرواية تعض ذيلها
يتلقى الكاتب المغمور اتصالاً من مجهول. يظهر رقمٌ غريب على الشاشة. الصوت الرقيق يعرض المساعدة… ثم تبدأ المتاهة. تنقسم الرواية إلى ثلاثة كتب/ أجزاء، وثلاثة أصوات، لكنها اجتمعت في كتابٍ واحد، يخرج منه صوتٌ واحد. صوتٌ يتبعثر، فلا يأتي من الماضي وحسب، بل يضع القارئ هناك، في الماضي نفسه. تتصل الأصوات بعضها ببعض، وتفترق في متاهةٍ نعرف بدايتها، ولا نعرف نهايتها، وأحياناً بالعكس. داخل هذه الرحلة الاستثنائية، تدور قصةٌ واحدة، لكنها تتحدث عن نفسها عبر أكثر من طريقة. قصة الكاتب نفسه، الذي يحاول متابعة مهنة العيش، فتعترضه الأحداث، النزوات، وأجهزة الاستخبارات.
ليل طنجة
مختارات من شهادات وقراءات النقاد في رواية ليل طنجة،
الصادرة عن دار العين، في القاهرة، يناير 2022.
يمضي [احجيوج] في روايته هذه على خطى الكتّاب الكبار الذين عاشوا في طنجة أو مرّوا فيها، فيكتب رواية يليق بها أن تحمل اسم طنجة الباهية في السرديات، طنجة المليئة بالصخب والحياة والعارية من اللغة البلاغية المتكلّفة.
علي المقري
أسئلة ومساءلات كثيرة حول واقع الرواية، بنيتها، آفاقها ووجهتها، تطرحها رواية ليل طنجة للكاتب المغربي محمد سعيد احجيوج، في تمرين جديد يفتحُ إطار مدوّنة السّرد الروائيّ العربيّ الجديد على مفهوم الكتابة وإعادة النّظر في هيئة الرواية وما يجب أن يكون أو لا يكون.
ريم غنايم
هذه الرواية دوختني […] أعرف مهما قلت فيها سأبقى مقصّرة. الرواية الجيدة التي تعبرك كلمسة ساحر لا يمكن اختصارها بالكلمات. هي خصبة لدرجة لا توصف.
فضيلة الفاروق
ليل طنجة – الرواية الأخيرة
في ”ليل طنجة“، يخوض الروائي المغربي محمد سعيد احجيوج مغامرةً تجريبية متعددة المناحي، فهو إذ يستقرئ مدينةً مرتبكة في بحثها عن هوية، يخلق أشخاصاً يصلح كلٌ منهم لأن يكون لافتةً لاغترابها، من حميدة لجواد، ومن كريم لإدريس، بل إن شخوصًا مثل فرانز كافكا وإسحاق نيوتن لن تعدم لنفسها مكاناً في الواقع الروائي.
مرضٌ وفقد، هجراتٌ موّارة تُبدِّد سكون الإقامة، أنقاضُ تاريخٍ تُعانقُ رمادَ الحاضر، ورحيلٌ لا يتوقف في المكان والزمن: هكذا تتشكل ”ليل طنجة“ مثل جرحٍ سردي في جسدِ مدينةٍ تبحث عن بعث، بين حروب الواقع ومعارك الذهن التي يعجز عن إخمادها بحرٌ ومحيط تطل عليهما ”طنجة“ كأنها تشرف على صحراء.
في القلب من هذا كله، ثمة رؤية ”ميتاسردية“، تؤاخي بين الإيهام وتحطيم الإيهام، ولا تملّ زعزعة استقرار الحكاية بتدخلاَّت المؤلف الواعية، كي يناقش الفعلُ الروائي نفسه في نصٍ ذاتي الانعكاس، مجترئا على الزج بالنظري والنقدي في لحم الحكائي.. ولنجد أنفسنا في الأخير أمام ”نوفيلا“ ثرية، حد أنها تبدو ”ألف روايةٍ ورواية“.
– طارق إمام. روائي مصري.
أحجية إدمون عمران المالح
مختارات من شهادات وقراءات النقاد في رواية أحجية إدمون عمران المالح،
الصادرة عن هاشيت أنطوان/نوفل، في بيروت، أكتوبر 2020.
رواية ضاربة في التجريب الجديد، ذلك التجريب الذي يتمسك بالتشويق وبالحكاية. […] هذه الروايات التي أحب؛ التي لا تعطيك أي يقين ولا تستطيع تلخيصها لأحد.
كمال الرياحي
هذه الرواية لا تنزلُ في صنف الأعمال التاريخية ولا الفنتازية وليست رواية الأطروحة، بل هي حصيلة للوعي بهذه الأنواع كلها، لذلك تتموضع على التخوم بين الواقع والحلم، التلفيق والحقيقة، الذكريات والهذيان.
كه يلان محمد
التفتت [الرواية إلى التطبيع]، بأنفاسٍ مثيرةٍ من التجريب في بنائها وفي لعبتها الحكائية، بلغت فيه مدىً جذّابا، وحاذقا لا ريب. وعلى قِصرها يسّرت الكثافة العالية فيها إتْيانها على غير مسألة، بكيفيةٍ راوغت فيها بين المتخيّل والواقعي.
معن البياري
أحجية إدمون عمران المالح – بداية المتاهة
ما كان فرانز غولدشتاين مجرّد ناشر، وليست إديسيو دو سابل مجرد دار نشر. يسخّر غولدشتاين عمله وحياته، وجمعياته السرية، لخدمة القضية، وقضيته تمرّ بوصول إحدى الروايات إلى القائمة القصيرة في جائزة أدبية. عَمران المالح ليس مجرد عضو في لجنة تحكيم تلك الجائزة، ولا مجرد ناقد مغربي في جريدة لوموند الفرنسية. عَمران هو اليهودي التائه في صخب القضايا، الممزق بين وطن موعود من الرب وآخر يسكنه، والذي اكتشف هشاشة القضية مذ زعزعت صفعة أبراهام، يوم هشوآه في الكيبوتس، كل آماله عن أرض الميعاد. عَمران هو المسحور بنبوءات الخالة ميمونة التي كشف لها حاخام مكناس سر كونها واحدة من الورعين الستة والثلاثين، وهو أيضا الرازح تحت ثقل ذكرى أنه من كشف سر المهاجرين إلى المخابرات المصرية فأغرقت السفينة إيجوز. اليهود الذين ابتلعهم البحر يومها قُتلوا أيضًا لأجل القضية. هذه القضية تقتات على القرابين وهو ما عاد مستعدا للمشاركة في حفلة الدم والخداع. عَمران هو الذي سيقول لا لفرانز، وهو الذي سيدفع ثمن ذلك، غاليًا. سيكون قربانًا، هو الآخر، لكن على مذبحٍ مختلف.. أو، ربما، على أكثر من مذبح.
كافكا في طنجة
مختارات من شهادات وقراءات النقاد في رواية كافكا في طنجة،
الصادرة عن دار تبارك، في القاهرة، ديسمبر 2019.
يعلن نص كافكا في طنجة عن ميلاد روائي مغربي مؤسسا لسرد مختلف ينشد العالمية من خلال انغماسه في البيئة المحلية بكل ما تحمله من رياء ونفاق وتناقضات.
فاطمة واياو
لغة الرواية أنيقة والسرد يخلو من التكلف والصنعة وأسلوبها سلس وعفوي، ولا تخلو من مواقف مضحكة وخفة ظل غير مباشرة وسخرية مبطنة فضلا عن النظر الثاقب الذي يتمتع به مؤلف الرواية وسلطه لكشف المستور من العيوب الاجتماعية… رواية ناضجة ومشوقة. النكهة مغربية أصيلة. قراءتها كانت متعة حقيقية.
باسل الطباع
تنفتح الرواية على روايات أخرى متعددة وتتعالق معها لتمنح للنص مستويات تأويل إضافية وللقارئ تمنح متعا لا محدودة للقراءة.
مريم سليماني
كافكا في طنجة – الرواية الأولى
جواد، بطلٌ كافكاويّ يسحبُ كابوسه معه من واقع الوهم إلى وهم الواقع الذي يقطن فيه. يأخذنا الكاتب المغربيّ محمد سعيد احجيوج في رواية كافكا في طنجة إلى عوالم مسخ كافكا وتحوّل بطله الشهير ليشيد عالمًا مغربيًا موازيًا لكابوس هو في قرارته حقيقةٌ تلاحقنا جميعا. البطلُ هنا قرينُ البطل هناك وان اختلفَ شكلُ المسخ واختلفت الجغرافيات والأزمنة واللغة، لا يختلف واقع الفرد ومسوخاته مهما ارتحلَ عبر الزمان والمكان. هذه الكتابة تمشي على أرضٍ سرديّة صلبة، لا تخلو من سخرية، لا تخلو من مرارات ولا تخلو من هندسة في الوصف الدقيق الذي يطول ويقصر، يتمدد ويتقلّص في حذر شديد، هو حذر الرواية القصيرة وخوفها من ترهّل التفاصيل والأبطال والكلام. رائحة عفنة، خدرٌ مسكونٌ بالوخزات وبللٌ بين الفخذين، هكذا يمهّد الراوي للكارثة التي ستحلّ بالبطل، على مهله دون استعجال، دون تريث. ماذا ينتظرنا بعد؟
– ريم غنايم. ناقدة فلسطينية.